بعد إطاحته بنظام "باتيستا" وتسلمه سدة الحكم في البلاد، سرعان ما حوَّل كاسترو كوبا إلى النظام الشيوعي لتصبح أول بلد تعتنق الشيوعية في العالم الغربي.
لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية تعترف بالحكومة الكوبية الجديدة حتى بدأت العلاقات بين واشنطن وهافانا بالتدهور، لاسيما عندما قام كاسترو بتأميم الشركات الأمريكية العاملة في كوبا.
وقاد كاسترو ثورة يسارية في بلاده التي ظلت تحت الحصار الأمريكي لعقود، قبل أن تطلق الولايات المتحدة مؤخرا مبادرة دبلوماسية تجاهها.
وتؤكد وسائل إعلام كوبية أن "فيديل كاسترو" الذي كان زعيماً لكوبا منذ ثورة عام 1959 دخل موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية من حيث العدد الكبير من محاولات الإغتيال التي تعرض لها في أثناء حكمه، وقد استندت موسوعة "غينيس" إلى وثائق "سي آي إي" في منح "فيديل كاسترو" لقب "الشخص الذي تعرض لأكبر عدد من محاولات الإغتيال في العالم".
ووفق الإحصاءات الرسمية الكوبية فقد تعرض كاسترو لـ 638 محاولة اغتيال في فترة ما قبل عام 2006.
كانت أولى محاولات اغتيال فيديل كاسترو، عندما قام قسم "الخدمات الطبية" في CIA بإرسال عميل تسلل في 1960 إلى جناح كاسترو بفندق بنيويورك عند زيارته لها في ذلك العام، وقام "بتفخيخ" لفائف السيجار الخاصة بالزعيم الكوبي، وباءت المحاولة بالفشل.
2- أرسلت المخابرات الأمريكية عام 1960، عنصرا من المافيا بالولايات المتحدة للتخلص من "كاسترو"، يدعى "جوني روسيلي"، وتم تسليمه ست حقن من السم سريع المفعول كان مصدرها مختبر "CIA" ونظرا لعلاقة "روسيلي" الجيدة مع "كاسترو"، تمكن من التخطيط الجيد لوصول المأجورين إلى محيط القصر الجمهوري بنية تسميمه وحاول طوال أشهر تمكينهم من التسلل إلى الداخل من أجل دس السم فى طعامه، وأوقفت المخابرات الأمريكية المحاولة بعد فشل عملية غزو كوبا فى أبريل 1961، والتي عرفت باسم عملية "خليج الخنازير"، وتمكنت من استعادة الحقن الست، بحسب ما أظهرت سجلات الوكالة.
3- دبرت المخابرات الأمريكية محاولة لاغتياله في البحر، حيث كانت على علم تام بشغف"كاسترو" بالبحار والأنشطة الرياضية المتعلقة بها، وخاصة هواية الغطس قبالة سواحل كوبا ووضعت الخطة لاغتياله باستخدام رخويات منطقة البحر الكاريبي و إيجاد صدفة بحرية كبيرة تكفي لاحتواء كمية من المتفجرات والتي سيتم تلوينها بطريقة ملفتة بما يكفي لجذب انتباه "كاسترو" عندما يكون تحت الماء، بالإضافة إلى تحضير بدلة غطس مجهزة بنوع خاص من الفطريات التى من شأنها إصابته بمرض جلدي مزمن و منهك للغاية يؤدي للوفاة بعد فترة قصيرة, ولكن هذه العملية فشلت أيضاً.
4- جندت المخابرات الأمريكية فتاة تدعى "ماريتا لورنث"، وذلك استغلالا لعلاقات "كاسترو" النسائية المتعددة، لترتبط بعلاقة عاطفية معه على مدار ثمانية أشهر محاولةً الإيقاع به في حبائلها، وكانت الخطة وضع حبوب سامة ودسها له في الطعام أو الشراب فخبأتها في علبة (كريم للبشرة) حتى لا يكتشفها "كاسترو"، ولكن هذه الحبوب ذابت داخل العلبة واختلطت بمحتوياتها فكان من الصعب تنفيذ خطة الإغتيال.
5- وكانت أخطر محاولات اغتياله خلال زيارته لبنما، فدبرت المخابرات الامريكية مؤامرة لوضع 90 كيلوغرام من المواد شديدة الإنفجار تحت المنصة التى كان من المقرر أن يُلقي خطابه عليها، ولكن فريق الأمن المرافق له قام بعمليات تمشيط في ساحة المنصة واكتشفوا تلك المواد مما ساعد على إحباط هذه المؤامرة وإلقاء القبض على أربعة متورطين في الحادث، وكان من ضمنهم "لويس بوسادا" الكوبي المخضرم المنفي وعميل سابق لوكالة الإستخبارات الأمريكية وتم إيداعهم السجن.
وبعد 600 محاولة اغتيال توفي الرئيس الكوبي (وفاة طبيعية) في هافانا عاصمة دولة كوبا، يوم الجمعة 25 نوفمبر 2016 م، وجاء إعلان الوفاة على لسان شقيقه راؤول كاسترو، حيث قال راؤول عبر التلفزيون الوطني: "توفي القائد الأعلى للثورة الكوبية في الساعة 22.29 هذا المساء".
إرسال تعليق